dimanche 15 juillet 2012

تحليل مشاعر الكراهية من منظور الفلسفة

ما هي وجهة نظر الفلسفة في الكراهية؟
خلافا لإصدارات البحوث النفسية والتحليل النفسي التي تبحث في أسباب الكراهية من خلال البحوث القائمة على الجوانب العاطفية والنفسية، فقد قام الفلاسفة بصفة عامة بتجربة الانعكاس المجرد لظاهرة الكراهية.
فسير نشأتها، بدأوا من الفرضية التالية: الكراهية هي شكل من أشكال العاطفة وهي مقسمة إلى نوعين: الكراهية كمتعة نشعر بها لمعاناة "الآخر" في إطار "العاطفة الحزينة"، والكراهية المرادفة "النفور".
الكراهية كعاطفة حزينة:
وفقا لكثير من الفلاسفة، الكراهية تنشأ ردا على بعض مشاعر الحب، فالرغبة التي لم ولن يتم إشباعها تتحول إلى رغبة سلبية يمكن أن تأخذ شكل هاجس ملح، فالشخص المُحب يصعب عليه أن يدع هذا الشعور يذهب بعيدا، وهو الأمر الذي يترك حالة من الوهن الروحي.
وبالتالي، فإنه يريد للآخر أن يشعر بنفس ما يشعر به حيث تسعي رغبته، بحكم عملها، إلي شعور الآخر بالألم كوسيلة لرغبته الخاصة، كما هو الحال في الحب، هذا الشخص يرغب أو يهدف إلي متعة (أو سعادة) الآخر كوسيلة لمتعته أو لإسعاده.. باختصار، هذه العاطفة الحزينة تنتج عندما يشعر الفرد أن الشخص الآخر قد فقد الرغبة التي يكنها هو له، وبالتالي يشعر أنه تعرض للخيانة.
في هذا السياق، يرى العديد من الفلاسفة أن ما هو مناسب لرجل في علاقة عاطفية أو صداقة أو علاقة أسرية ليس الاعتراف برغبته للآخر بل رغبة الآخر بالنسبة إليه، وبالتالي يحدث الشعور بالخيانة، هذا النوع من الكراهية نراه كل يوم في مجتمعنا سواء في الأسر، وفي الطلاق وحضانة الأطفال، إلخ.
ربما تعمل هذه الكراهية بوتيرة أقل قوة في التاريخ أو هياكل المجتمع من مثيلاتها في الحروب وعمليات الإبادة الجماعية، ومع ذلك، في كثير من الأحيان فإن هذه الكراهية تهاجم وتغير الهياكل الداخلية للقانون والسياسة والفقه، إنها تؤثر أيضا على الأمن والسلام وعلي"الرغبة في العيش معا" وذلك عندما تؤدي الكراهية إلى تصعيد العنف.
إننا نرى باستمرار عواقب مثل هذه "العاطفة" في وسائل الإعلام عندما يقدم زوج/ زوجة سابق/ ة علي الانتحار أو قتل أفراد عائلته/ ها قبل ان ينتحر/ تنتحر.
الكراهية كعاطفة نفور:
وفقا لكثير من الفلاسفة، النوع الآخر من العاطفة مرادف للنفور.. فالشخص الذي يشعر بهذه الكراهية يريد أن يري الشخص المعني مدمرا بأي ثمن أو أن يكون بعيدا عن نظره.
هذا النفور يعد رغبة سلبية تتمسك بتحدي دفاعي وهجومي للفرد تجاه هدفه الذي يثير حنقه، هكذا يكون الفرد على الدوام في رد فعل مع ذلك الشخص الذي يكن له كراهيته بل ويصبح هاجسا لأنه يعتبره "سيئا".
في هذا المعنى، أعلن الفلاسفة الذين حللوا مفهوم الكراهية أن هذا النوع من الكراهية من الصعب علاجه، فقط الشخص المستهدف بهذه العاطفة يمكنه التغيير والتحويل، الأمر الذي يمكن من قلب هذه الفكرة التي تكونت بشأنه. أيضا أولئك الذين يكرهون ليسوا متعجلين في الوقت، إنهم يفعلون كل شيء لمحاولة هيكلة استجابتهم حيال كرههم بدلا من وضع حد له، وفي هذا المعنى يحاولون:
1- تجنب هذا الشخص معتبرين أنه مؤذٍ.
2- التفكير في "سقوط" الشخص المعني بالكراهية الذي يعتبرون أنه مذنب فيما يسبب من إيذاء أو معاناة.
3- إيجاد طرق جديدة للضرر لجعله يعاني، وهلم جرا.
وبالتالي، لفهم الشخص الذي يكن الكراهية، يجب أن نتخطي القيمة التي تقول أنه لا يوجد سبب وجيه للكراهية، فالأسباب موجودة، وحتى الشخص الكاره لا يكون دائما أول من يدرك أنه يكره
Similar Templates

0 commentaires: