lundi 3 mars 2014

الكفاح من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية

المجزوءة الثانية : المغرب: الكفاح من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية
مقدمة : انتقلت الحركة الوطنية المغربية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال . و بعد الاستقلال اهتم المغرب باستكمال وحدته الترابية .
- ما هي ظروف نشأة الحركة الوطنية المغربية ، و مطالبتها بالإصلاحات خلال الثلاثينيات ؟ 
- ما هي عوامل و مظاهر المطالبة بالاستقلال ؟
- ما دور ثورة الملك و الشعب في استقلال البلاد ؟
- ما هي جهود المغرب لاستكمال وحدته الترابية ؟

 نشأة الحركة الوطنية المغربية ومطالبتها بالإصلاحات :

 يمكن تلخيص ظروف نشأة الحركة الوطنية المغربية خلال الثلاثينات في النقط الآتية :
- توقف المقاومة المسلحة في البوادي، واستكمال الاحتلال العسكري الأجنبي للمغرب.
- انعكاسات الاستغلال الاستعماري على المجتمع المغربي بعد الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929 م.
- ظهور الحركة السلفية على يد كل من " أبي شعيب الدكالي " و " محمد بن العربي العلوي "
- قيام الاستعمار الفرنسي في سنة 1930 بإصدار الظهير البربري الذي استهدف التفرقة العنصرية بين العرب والأمازيغ.
- لقاء " شكيب أرسلان " ببعض زعماء الحركة الوطنية المغربية وزيارته للمغرب.
- تأثر المغرب بحركات التحرر في المشرق العربي وآسيا.

 اعتمدت الحركة الوطنية المغربية على وسائل متعددة :
- إنشاء مدارس حرة من طرف أعضاء الحركة الوطنية المغربية لنشر الثقافة العربية الإسلامية و لمواجهة الثقافة الغربية الاستعمارية.
- إصدار الجرائد والمجلات .
- تأسيس جمعيات: سواء داخل المغرب أو خارجه.
- تأسيس الأحزاب السياسية : ففي المنطقة السلطانية  تأسست سنة 1933 " كتلة العمل الوطني " التي انقسمت سنة 1937 إلى حزبين هما " الحركة الوطنية لتحقيق المطالب "( أو الحزب الوطني ) بزعامة علال الفاسي و " الحركة القومية بقيادة  محمد بلحسن الوزاني . و في المنطقة الخليفية أسس  عبد الخالق الطريس " حزب الإصلاح الوطني" بينما أنشأ محمد  المكي  الناصري " حزب الوحدة المغربية".

 طالبت الحركة الوطنية المغربية سنة 1934 بالإصلاحات :
في سنة 1934 تقدمت كتلة العمل الوطني إلى السلطات الاستعمارية بمطالب الشعب المغربي التي تضمنت الإصلاحات الآتية :
- السياسة الإدارية : إلغاء الحكم المباشر ، و تكوين حكومة مغربية ، وإقرار حرية التعبير.
- السياسة الاقتصادية و المالية : وضع حد للاستغلال الاقتصادي ، و المساواة في الضرائب بين المغاربة و الأجانب .
- السياسة الاجتماعية : الاهتمام بالتعليم و الصحة ، و تحسين ظروف العمال المغاربة .

 تطور الحركة الوطنية المغربية ومطالبتها بالاستقلال :

 ساهمت عدة عوامل في استقلال الحركة الوطنية المغربية إلى المطالبة بالاستقلال :
- المواجهات الدموية التي تمت في مكناس سنة 1937 والتي عرفت بأحداث بوفكران.
- اعتقال ونفي الزعماء الوطنيين، وحظر الأحزاب الوطنية .
- تأسيس اتحاد النقابات الموحدة الذي عمل على تأطير العمال المغاربة من أجل القيام بالإضرابات والمظاهرات
- تأسيس أحزاب وطنية جديدة في الطور الأخير من الحرب العالمية الثانية ويتعلق الأمر بكل من حزب الاستقلال ،وحزب الشورى والاستقلال، والحزب الشيوعي المغربي.
- إعلان الولايات المتحدة الأمريكية استعدادها لمساعدة المغرب على تحقيق الاستقلال وذلك في مؤتمر أنفا لسنة 1943 .
- احتلال فرنسا من طرف ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية
- تصاعد حركات التحرر في المستعمرات.
- إعلان الميثاق الأطلسي لسنة 1941  حق الشعوب في تقرير مصيرها.

 منذ سنة 1944 انتقلت الحركة الوطنية المغربية إلى المطالبة بالاستقلال :
* في 11 يناير 1944 أصدر حزب الاستقلال ( الحزب الوطني سابقا) وثيقة المطالبة بالاستقلال التي نادت بإلغاء نظام الحماية وباستقلال المغرب ووحدته الترابية في إطار الملكية الدستورية.
* تبنى السلطان محمد الخامس هذه الوثيقة، وقام في شهر أبريل 1947 بزيارة مدينة طنجة حيث ألقى خطابا أكد فيه على الوحدة الترابية وعلى تشبت المغرب بالقومية العربية والعقيدة الإسلامية . وأصدر السلطان بتنسيق مع قادة الحركة الوطنية مذكرات تطالب بالاستقلال.

 استقلال المغرب واستكمال وحدته الترابية :

 أسفرت ثورة الملك والشعب عن استقلال البلاد :
* في ظل ذلك، دبر المقيم العام الفرنسي كيوم Guillaume، بمساعدة عملائه وعلى رأسهم التهامي الكلاوي، مؤامرة عزل السلطان محمد بن يوسف وتعيين مكانه محمد بن عرفة .
* وفي 20 غشت 1953 نفي السلطان محمد الخامس والأسرة الملكية إلى جزيرة كورسيكا، ومنها  إلى مدغشقر.
* بمجرد نفي السلطان، انطلقت مظاهرات في المدن المغربية ،ورفض المغاربة الاعتراف بحكم ابن عرفة، وقاطعوا البضائع الفرنسية . وظهرت حركة فدائية مسلحة قادها بعض الزعماء من أشهرهم علال بن عبد الله ومحمد الزرقطوني وأحمد الحنصالي . في نفس الوقت تأسس جيش التحرير ( جيش تطوعي ) الذي تولى مهاجمة المواقع الاستعمارية في جبال الريف والأطلس المتوسط والكبير والمناطق الصحراوية.
* أمام تصاعد الكفاح المسلح، اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية إيكس ليبان ( غشت 1955) التي بموجبها عاد السلطان محمد الخامس إلى وطنه في نونبر 1955. وتشكلت حكومة مغربية تكلفت بمتابعة التفاوض مع فرنسا الذي أسفر في 2 مارس 1956 عن توقيع اتفاقية مغربية فرنسية وضعت حدا للحماية الفرنسية. وفي أبريل من نفس السنة ألغيت الحماية الإسبانية في المنطقة الشمالية . وفي أكتوبر من نفس السنة ألغي الوضع الدولي لمدينة طنجة.

 اهتم المغرب باستكمال وحدته الترابية :
أمام تصاعد كفاح جيش التحرير والمقاومة المسلحة لقبائل الجنوب ، اضطرت إسبانيا إلى عقد اتفاقية سينطراSintra  التي بموجبها انسحبت من منطقة طرفاية سنة 1958 . وبعد مفاوضات طويلة وعسيرة تمكن المغرب من استرجاع منطقة سيدي ايفني سنة 1969 .
رفضت إسبانيا فتح المفاوضات في شأن الصحراء المغربية. لهذا طرح المغرب هذه القضية على أنظار محكمة العدل الدولية التي أصدرت حكمها الذي أكد وجود روابط البيعة والولاء بين سكان الصحراء والعرش الملكي. وبالتالي نظم المغرب في سادس نونبر 1975 المسيرة الخضراء التي أدت إلى عقد اتفاقية مدريد التي أتاحت للمغرب استرجاع منطقة الساقية الحمراء. بينما تولت موريطانيا إدارة منطقة وادي الذهب غير أنها سرعان ما انسحبت من هذه المنطقة التي قام المغرب بضمها إلى الوحدة الترابية في غشت 1979

 خاتمة : استقل المغرب سنة 1956 واسترجع مناطقه المحتلة باستثناء سبتة ومليلية والجزرالجعفرية  .

Similar Templates

0 commentaires: