الفضلُ في استقرار المغرب يعُود إلى الملك محمد السادس
الفضلُ في استقرار المغرب يعُود إلى الملك محمد السادس

في الوقتِ الذِي ما يفتأُ الاستقرارُ يتحوَّلُ إلى موضوعٍ للسجال، بين رئيس الحكومة الذِي يحسبهُ أحد النقاط الإيجابية لحكومته، وأحزاب في المعارضة تسحبُ ورقته من بنكيران، عزَا مركزُ التفكير الأمريكي، "أتلانتِيكْ كانصلْ"، في تقريرٍ حديث، محافظة المغرب على استقراره إلى ما بادر به الملكُ محمد السادس من إصلاحاتٍ، قبل اندلاع الربيع العربي، الذِي هوى بكثيٍر من الأنظمة العربيَّة.
الوثيقة ذاتها، اعتبرتْ المغرب أكثر بلدان المنطقة المغاربية استقرارًا، في اللحظة الحالية، قائلة إنه يعملُ بالموازاة مع تأمين استقراره الداخلي، على تشجيع الإسلام المعتدل، فيما تشتدُّ شوكة الإرهاب والتطرف بالمنطقة العربيَّة، يومًا بعد الآخر، على أنَّ التطور الإيجابِي الذي يعرفهُ المغرب، لا يقفُ كما يوضح التقرير، عند هدوء الشارع، بلْ يتخطاهُ إلى تحقيق نقاط حسنة على مستوى الإصلاحات السياسية والاجتماعيَّة.
وعنْ الدور الذِي باتَ يضطلعُ به المغرب في الحقل الديني بالمنطقة كاملة، يوردُ التقرير أنَّ المملكة تسهمُ في تدعِيم السلم والاعتدال الديني، عبر استقدامهَا أئمَة من بلدان الجوار كيْ يستفيدُوا من تكوينٍ في مؤسساتها، قبل أنْ يقفلُوا راجعين إلى بلدانهم بقراءةٍ "سمحة" للدين. في إشارةٍ إلى دور المغرب في الأزمة الماليَّة، بعد العمليَّة العسكريَّة لفرنسا على شمال البلاد، ضدَّ الجماعات المتطرفة.
ومن العوامل المساعدة، التي أتاحت للمغرب أنْ يحافظ على استقراره رغم تبعات "الربيع العربي"، كما يوضحُ المركز الأمريكي، شروع الملك المغربي، محمد السادس، في القيام إصلاحاتٍ سياسية، منذُ وصوله إلى الحكم سنة 1999، حيثُ راح يعالجُ الإرثَ الحقوقِي للمملكة، عبر هيئة الإنصاف والمصالحة، التي قادهَا الراحل بنزكرِي، فضلًا عن إقرار مدونةً للأسرة تقرَّ مكتسباتٍ متقدمة للمرأة.
إشادةُ التقريرُ بالمغربِ كنموذجٍ استطاع أنْ يصلح بأقل الخسائر الممكنة، تأتِي فيمَا كانَ "الاستقرار"، قدْ تحوَّل، مؤخرًا، إلى موضوع نزاع، بينَ رئيس الحكومة، الذِي سطرَ على دورهِ في تأمينه، لدى عرضه حصيلة حكومته، بالبرلمان، وأحزاب المعارضَة التي رأتهُ "تراميًا" على منجزات ملكيَّة، لمْ تنطلقْ سيرورتها في الخامس والعشرين من نوفمبر 2011، بقدرِ ما انطلقتْ عقبَ اعتلاء الملك محمدٍ السادس الحكم، ودخُول المغرب في تجربة التناوب، بقيادة الاتحاد الاشتراكِي، الذِي صارَ اليوم في المعارضة.
0 commentaires: