lundi 3 mars 2014

الثورة الروسية و أزمات الديمقراطيات الليبرالية

المجزوئة الاولى : الثورة الروسية و أزمات الديمقراطيات الليبرالية
مقدمة : أدت الثورة الروسية 1917 إلى قيام النظام الاشتراكي ، و شهدت الأنظمة الديمقراطية بأوربا الغربية أزمات مختلفة في فترة ما بين الحربين .
- ما هي أسباب و مراحل الثورة الروسية ؟
- ما هي مشاكل الدولة الروسية الاشتراكية، و خطوات البناء الاشتراكي ؟
- ما هي أزمات الديمقراطيات الليبرالية في فترة ما بين الحربين ؟

 الثورة الروسية : أسبابها ومراحلها 

 ارتبطت الثورة الروسية بعدة عوامل :
* تحولات اقتصادية وتناقضات اجتماعية :
في مطلع القرن 20 ظلت الفلاحة التقليدية النشاط الرئيسي ، وبالتالي كان النبلاء والكولاك ورجال الدين يسيطرون على الأراضي الزراعية ويستغلون طبقة الموجيك ( الفلاحون الفقراء). في نفس الوقت شهدت روسيا بداية حركة التصنيع، مما أدى إلى ظهور كل من البرجوازية والطبقة العاملة.
* معارضة الحكم الاستبدادي:
كان الإمبراطور نيقولا  II يجمع كل السلطات ويمنع الحريات العامة، ممثلا في ذلك مصالح النبلاء الذين كانوا يحتكرون المناصب السامية ويهيمنون على مجلس الدوما ( برلمان روسي  ).
في ظل الاستبداد لجأت الحركات المعارضة إلى العمل السري وهكذا أسس كيرانسكي الحزب الاشتراكي الثوري ، وأنشأ لينين الحزب العمالي الاشتراكي الديمقراطي (الذي سيعرف لاحقا بالحزب البولشفي ثم الحزب الشيوعي) بينما أسست البرجوازية الحزب الدستوري الديمقراطي " الكاديت "
* دور الحرب العالمية الأولى في اندلاع الثورة:
انهزمت روسيا في الحرب العالمية الأولى أمام ألمانيا، وعرفت خسائر بشرية ومادية كبيرة ، وانخفض الإنتاج الفلاحي والغذائي  ، وأصبحت البلاد مهددة بالمجاعة . فكانت النتيجة اندلاع الثورة الروسية.

 مرت الثورة الروسية لسنة 1917 بمرحلتين :
 ثورة فبراير: قامت مظاهرات شعبية كبرى في العاصمة الروسية بيتروكراد Petrograde ، فاضطر القيصر نيقولا II إلى التنازل عن العرش ، وتشكلت حكومة مؤقتة ذات أغلبية برجوازية .
 ثورة أكتوبر : ( الثورة البولشفية ) : أقرت الحكومة المؤقتة الديمقراطية السياسية ، لكنها لم تستجب لمطالب العمال والفلاحين الفقراء والجنود .فشكل هؤلاء مجالس السوفيات التي هيمن عليها الحزب البولشفي. فكانت النتيجة قيام الثورة البولشفية ( الاشتراكية ) التي أدت إلى إقصاء الحكومة المؤقتة وتكوين الحكومة الاشتراكية برئاسة لينين .
اتخذت الدولة الاشتراكية إجراءات استعجالية من بينها: تجريد كبار الملاكين العقاريين من أراضيهم وممتلكاتهم  ، وبسط الرقابة العمالية على المصانع،  ومنح الشعوب غير الروسية حق تقرير المصير ، والانسحاب من الحرب العالمية الأولى ( بموجب معاهدة بريست ليتوفسك ).

 مشاكل الدولة الاشتراكية وخطوات البناء الاشتراكي :

 واجهت الدولة الاشتراكية مشكلي الحرب الأهلية والتدخل الأجنبي :
 الحرب الأهلية (1918-1921) : أثارت القرارات الاستعجالية التي اتخذتها الدولة الاشتراكية معارضة البرجوازية والنبلاء الذين شكلوا الحرس الأبيض الذي دخل في حرب ضد الجيش الأحمر التابع للدولة الاشتراكية.
 التدخل الأجنبي : احتلت دول الحلفاء هوامش روسيا وقدمت مساعدات مادية وعسكرية للحرس الأبيض.

 تم البناء الاشتراكي في عهدي لينين وستالين :
 شيوعية الحرب (1918-1921) :   خطة اقتصادية متطرفة طبقت أثناء الحرب الأهلية ومن أهم إجراءاتها : منع التجارة الحرة ، وتأميم جميع وسائل الإنتاج، وإلزام الفلاحين بتقديم فائض إنتاجهم إلى الدولة ، وإقرار نظام الحزب الوحيد ( الحزب الشيوعي ) .
أدت شيوعية الحرب إلى تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في روسيا.  فكان البديل هو نهج السياسة الجديدة الاقتصادية .
 السياسة الاقتصادية الجديدة أو النيب NEP (1921-1928) :
*تضمنت السياسة الاقتصادية الجديدة أساليب رأسمالية من بينها : السماح بالتجارة الحرة وبالملكية الخاصة الصغيرة في الصناعة والتجارة ، والانفتاح على الرأسمال الأجنبي ، والتخلي عن مصادرة فائض إنتاج الفلاحين.
* من نتائج السياسة الاقتصادية الجديدة انتعاش الاقتصاد السوفياتي ، وتحسن الوضع الاجتماعي ، مقابل عودة ظهور الإقطاعية والبرجوازية . 
 التخطيط الاقتصادي الاشتراكي ( ابتداء من سنة 1928 ) :
* تضمن التخطيط الاقتصادي الاشتراكي في عهد ستالين مجموعة من التصاميم الخماسية استهدفت تحقيق غايتين أساسيتين هما :
-  ترسيخ البنية الاشتراكية من خلال تأميم الصناعة والتجارة الخارجية ، وإنشاء الكولخوزات ( ضيعات التعاونيات) والسوفخوزات ( ضيعات الدولة )
-  تطوير الاقتصاد السوفياتي من خلال إعطاء الأولوية للصناعة الثقيلة، وتنمية الصناعة الاستهلاكية ، ،وإعادة هيكلة شبكة المواصلات.
* أدى التخطيط الاقتصادي الاشتراكي إلى تقدم الاقتصاد السوفياتي، وتحسن الوضع الاجتماعي، وتعزيز النظام الاشتركي.

 أزمات الديمقراطيات الليبرالية بين الحربين – إيطاليا وفرنسا كنموذج :

 أدت مخلفات الحرب العالمية الأولى إلى قيام النظام الفاشي بإيطاليا :
 الأوضاع العامة بإيطاليا قبيل ظهور الفاشية :
- اقتصاديا : نقص في المواد الأولية ومصادر الطاقة والمواد الغذائية مع ارتفاع الأسعار.
- اجتماعيا : تدهور أوضاع الفلاحين والعمال وتزايد الإضرابات والمظاهرات.
-  سياسيا: محدودية سلطات الملك فكتور إيمانويل الثالث ، وضعف الحكومة الديمقراطية ، وتصاعد نفوذ
 الحزب الاشتراكي . وبالتالي تحالف البرجوازية والإقطاعية مع اليمين المتطرف المتمثل في الحركة الفاشية.
 قام النظام الفاشي بإيطاليا سنة 1922 :
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، أسس موسولينيMussolini  الحزب الفاشي الذي اتبع أسلوب العنف من أجل إضعاف خصومه الاشتراكيين ، وإسقاط الحكومة الديمقراطية في أكتوبر 1922 وإقامة نظام فاشي ( ديكتاتوري داخليا وتوسعي خارجيا)

 شهدت فرنسا عدة مشاكل في فترة مابين الحربين :
*مشاكل اقتصادية : من بينها الخسائر البشرية والمادية ، وعجز الميزان التجاري ، وغزو السلع الأجنبية للسوق الداخلية الفرنسية .
*مشاكل اجتماعية : في طليعتها تضرر كافة الفئات الاجتماعية  ، وانتشار البطالة .
*مشاكل سياسية : ظهور بعض الجماعات المتطرفة واستعمال البرلمان قانون سحب الثقة من الحكومة أكثر من مرة . وبالتالي تعاقب عدة حكومات في فترة وجيزة ( عدم الاستقرار الحكومي).

 خاتمة :
 تعزز النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي، وعرفت الدول الرأسمالية في فترة ما بين الحربين عدة أزمات من أبرزها الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929.

Similar Templates

0 commentaires: