باحث يستعرض بأمريكا "الثورة المغربية الناعمة"

باحث يستعرض بأمريكا "الثورة المغربية الناعمة"

هسبريس من الرباط
الاثنين 28 يوليوز 2014 - 14:03
ناقش الباحث المغربي، عبد اللطيف هسوف، رسالة لنيل شهادة الدكتوراه تحت عنوان: ''الثورة المغربية الناعمة في زمن الربيع العربي: الإصلاحات، التقييم والآفاق''، وذلك في جامعة والدن (Walden University) الأمريكية.
وتطرق هشوف في رسالته إلى نهج المغرب منهجا ثالثا (The Third Way) وسط تضارب اختيارات البلدان إبان الثورات العربية، تحدد في انتقال سلمي استجاب، ولو جزئيا، للمطالب الشعبية ومكن الفرقاء السياسيين من تداول سلس للسلطة بالقبول بإدماج الجميع في اللعبة السياسية بما في ذلك الإسلاميين المعتدلين.
واعتبر الباحث في رسالة الدكتوراه أن "هذا يدل على عبقرية مغربية راسخة، ويجسد الاستثناء المغربي عبر تعاقد مجتمعي يرفض الإقصاء والتخوين، كما حدث ويحدث في بعض الدول العربية".
وتبعا للباحث، فإن الغرض من هذه الدراسة كان استكشاف منطلقات الثورة المغربية الناعمة (Moroccan Soft Revolution) في سياق الربيع العربي للتعرف على العوامل الكامنة وراء هذا التحول الهادئ وكذا الإصلاحات المصاحبة.
واعتنت الأسئلة البحثية بالعوامل الكامنة وراء التحول المغربي الهادئ، وتقييم التغييرات الجارية، ومدى نجاح الإصلاحات المعتمدة في إحداث تطور في المجتمع المغربي على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ووفقا لنتائج الدراسة، فإن أهم العوامل وراء الثورة المغربية الناعمة هي اعتماد دستور جديد واستعداد النظام الملكي لتقاسم السلطة مع الآخرين بما في ذلك الإسلاميين المعتدلين، بالإضافة للدور المحوري الذي يلعبه الملك محمد السادس في بلورة السياسات الكبرى للبلاد واتباع منهج فريد في الحكم.
واعتبرت الدراسة ذاتها أن المغرب أنجز تغييرا تدريجيا من خلال بناء توافق سياسي مع حكومة الاشتراكيين أولا، ثم حكومة الإسلاميين ثانيا، والحفاظ على الاستقرار، وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ومع ذلك، تستدرك الدراسة، فإن العديد من الحواجز، مثل مركزية صنع القرار، وعدم القطع نهائيا مع الفساد، وانعدام المساءلة، كلها عوامل تؤثر على تنفيذ الإصلاحات وتجعل احتمالات استمرار التغيير غير مؤكدة مائة في المائة في المستقبل".
وحصل الباحث المغربي على شهادة الدكتوراه في مجال ''السياسات العمومية والإدارة'' من جامعة والدن بولاية مينيسوتا، وهذه هي شهادة الدكتوراه الثانية التي يحصل عليها هسوف بعد أن حصل في يناير 2004 على شهادة الدكتوراه الأولى في مجال اللسانيات التطبيقية من جامعة السربون بفرنسا.