lundi 7 avril 2014

اولى باكالوريا الفلسفة - مفهوم الرغبة


مفهوم الرغبة 

تقديم: إذا كنا في الدرس السابق قد حددنا، مع كثير من الفلاسفة، الإنسان بأنه حيوان عاقل، فيمكننا القول في هذا الدرس، ومع كثير من الفلاسفة أيضا، بأن الإنسان حيوان راغب. هكذا فقد اعتبر الكثير من الفلاسفة بأن الرغبة متجذرة في الطبيعة الإنسانية، وأنه لا يمكن للإنسان أن يعيش بدون رغبات. وتتعدد رغبات الإنسان؛ فمنها ما يرتبط بالجانب الحسي الغريزي، ومنها ما يرتبط بالجانب الوجداني العاطفي، كما أن هناك رغبات تتعلق بالجاني الفكري والعقلي. فما الرغبة على وجه التحديد؟ وإذا كانت للإنسان حاجات ضروررية وبيولوجية، وله رغبات تتجاوز ما هو بيولوجي غريزي، فما الفرق بين الحاجة والرغبة؟ وهل هناك قطيعة أم استمرارية بينهما؟ وإذا كان للإنسان عدة رغبات، فهل بإمكان العقل الوعي بها والتحكم فيها ؟ وهل الرغبات ضرورية لتحقيق السعادة؟ وأي نوع منها أقدر على ذلك؟
  
  
المحور الأول: ما الرغبة؟
* إشكال المحور: ما الرغبة؟ وبأي معنى يكون الإنسان كائنا راغبا؟
  
І- موقف أفلاطون:
* تحليل نص: الرغبة فطرية في الإنسان
1- إشكال النص: هل الرغبة فطرية في الإنسان؟ وكيف ينبغي تنظيمها والتحكم فيها؟


  2- أطروحة النص: يرى أفلاطون أن الإنسان كائن راغب؛ ذلك أن الرغبة خاصية متجذرة وفطرية فيه. غير أن هناك رغبات غير ضرورية يجب أن يتدخل العقل من أجل اقتلاعها أو تنظيمها والتقليل منها، والإبقاء فقط على الرغبات الأفضل.


3- الأساليب الحجاجية: اعتمد أفلاطون في تقديمه لأطروحته على مجموعة من الأساليب الحجاجية:
أ- أسلوب العرض:
* المؤشر اللغوي الدال عليه: [ إنه يوجد...]
* مضمونه: يعرض أفلاطون لأطروحته القائلة بأن الرغبة فطرية في الإنسان، وأن هناك رغبات غير ضرورية يجب تنظيمها عن طريق العقل.

ب- أسلوب الاستدراك:
* المؤشر اللغوي الدال عليه: [ غير أن ... ]
* مضمونه: يستدرك أفلاطون قائلا بأن تنظيم الرغبات غير الضرورية بواسطة قوانين العقل، من شأنه أن يعمل على إزالتها أو التخفيف من حدتها.
  
ج- السؤال الاستفساري:
* المؤشر اللغوي الدال عليه: [ لكن عن أي الرغبات نتحدث؟ ]
* مضمونه: هنا يستفسر أفلاطون عن المقصود بالرغبات غير الضرورية التي تفتقر إلى كل تنظيم عقلي.
  
د- أسلوب التوضيح والتفسير:
* المؤشر اللغوي الدال عليه: [ إننا نتحدث عن... أي... ]
* مضمونه: يوضح لنا أفلاطون طبيعة تلك الرغبات غير الضرورية، ويقول لنا أنها تستيقظ أثناء النوم حينما ينام العقل، فتعبر عن طبيعتها الحيوانية المتوحشة وترتكب أفعالا تتنافى مع العقل والأخلاق.
  
ه- أسلوب المثال:
* المؤشر اللغوي الدال عليه: [ مثلما تتبدى... ]
* مضمونه: قدم لنا أفلاطون مثال الأحلام، لكي يبين لنا كيف أن الرغبات الحيوانية المتوحشة موجودة عند كل الناس، حتى العقلاء منهم. وهذا دليل على أن الرغبة فطرية في الإنسان.
  
  
ІІ- موقف باروخ اسبينوزا:
* تحليل نص: الإنسان كائن راغب
1- إشكال النص: هل الرغبة فطرية في الإنسان؟ وبأي معنى يمكن اعتبار الإنسان كائنا راغبا؟
  
  
2- أطروحة النص: إن الإنسان حسب اسبينوزا ينتج الأفكار من أجل أن يستمر في الوجود، وهذا الجهد الذي يبذله مرتبط بماهيته وطبيعته الإنسانية. لذلك اعتبر اسبينوزا أن الرغبة هي شهوة مصحوبة بالوعي، مما يجعلها خاصية إنسانية، ويكون الإنسان بذلك كائنا راغبا بامتياز.
  
  
3- البنية المفاهيمية: سنسعى إلى تحديد العلاقات بين أبرز المفاهيم الواردة في النص، وهو ما يمكننا من فهم دلالات النص وأفكاره:
* علاقة الرغبة بالماهية: تمثل الرغبة ماهية للإنسان، وبهذا المعنى يعتبر الإنسان كائنا راغبا. * علاقة الرغبة بالإرادة: هناك علاقة ترابطية ضرورية بينهما، إذ لا يمكن الحديث عن الرغبة إلا وهي مصحوبة بالإرادة العاقلة. وهذا ما يجعل الرغبة خاصية إنسانية.
* علاقة الرغبة بالشهوة: الرغبة هي شهوة مصحوبة بالوعي والإرادة.
  
  
4- الأساليب الحجاجية: اعتمد اسبينوزا على مجموعة من الأساليب الحجاجية لتقديم أطروحته والدفاع عنها:
أ- أسلوب استنباطي: انطلق فيه من فكرة عامة مفادها أن عقل الإنسان ينتج أفكارا لكي يستمر في الوجود، ثم انتقل إلى فكرة أخرى تقول بأن هذا الجهد الذي يبذله العقل من أجل البقاء هو جزء من ماهية الإنسان وطبيعته. فيما بعد اعتبر أن ماهية ليست سوى شهواته ورغباته، لينتهي إلى فكرة خاصة هي أن الرغبة شهوة مصحوبة بالوعي.
  
ب- أسلوب الاستنتاج: [ وبالتالي يتقرر... ] في آخر النص استنتج اسبينوزا فكرة أساسية مفادها أن الرغبة هي أساس كل الأفكار والإرادات والمعتقدات والسلوكات الأخلاقية.
  
ج- أسلوب الدحض أو التفنيد: [ وعلى العكس من ذلك... ] هنا يفند اسبينوزا الأطروحة التي تؤسس أفعال الإنسان وأفكاره على أساس أخلاقي وثقافي، ويقول خلافا لذلك بأنها تتأسس على طبيعته المتمثلة في شهواته ورغباته.
Similar Templates

0 commentaires: